وهذا على خلاف ما انعقد عليه الإجماع فلا يلتفت إليه (١) . وكلامه الأخير دليل على ثبوت هذه المقولة عن ابن عباس في نظر ابن الجوزي وإلا لكذبه ولم يقل أنه مخالف للإجماع ، وقد مرت الإشارة لذلك فيما سبق .
اعترف الإمام البغوي في تفسيره أن بعض الصحابة قالوا : إن لفظ القرآن ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ) (٢) هو تحريف وخطأ من الكاتب حينما كتب المصحف :
( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ) اختلفوا في وجه انتصابه ، فحكي عن عائشة وأبّان بن عثمان أنه غلط من الكاتب ينبغي أن يكتب (والمقيمون الصلاة) وكذلك قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ) وقوله : ( إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) ، قالوا : ذلك خطأ من الكاتب .
وقال عثمان إن في المصحف لحنًا ستقيمه العرب بألسنتها فقيل له : ألا تغيّره ؟ فقال : دعوه ! فإنه لا يُحلّ حراما ولا يحرم حلالا . وعامة أهل العلم على أنه صحيح (٣) .
لاحظ قوله : (عامة أهل العلم) الذي يدل على أن بعضا منهم أخذ
___________
(١) زاد المسير في علم التفسير ٥ : ١٧ .
(٢) النساء : ١٦٢ .
(٣) تفسير البغوي ١ : ٣٩٨ ط . دار الكتب العلمية .