أقرأ ( هَـٰذَانِ )
فأما قراءة أبي عمرو فاحتجاجه في مخالفة المصحف بما روي عن عثمان وعائشة أن هذا غلط من الكاتب (١) .
وفي تفسير قوله تعالى : ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ) (٢) قام بذكر الأقوال التي تبين سبب عدم توافقها مع قواعد اللغة العربية ، فقدم الوجه الذي ينص على أن يد التحريف والتبديل امتدت إلى الآية الكريمة ، ويعترف أن عائشة كانت تقول بهذا الرأي بكل صراحة ، فقال :
وفي نصب ( وَالْمُقِيمِينَ ) أربعة أقوال . أحدها : أنه خطأ من الكاتب وهذا قول عائشة ، وروي عن عثمان بن عفان أنه قال : إن في المصحف لحناً ستقيمه العرب بألسنتها (٣) .
واعترف أيضا في تفسير قوله تعالى : ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) (٤) أن ابن عباس كان يعتقد وقوع التحريف فيها ، فقال :
( وَقَضَىٰ رَبُّكَ ) روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال : أمر ربك . ونقل عنه الضحاك أنه قال : إنما هو (وصى ربك) فالتصقت إحدى الواوين بالصاد . وكذلك قرأ أبي بن كعب وأبو المتوكل وسعيد بن جبير (ووصى)
___________
(١) زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي ٥ : ٢٩٧ ، ط . المكتب الإسلامي للطباعة والنشر .
(٢) النساء : ١٦٢ .
(٣) زاد المسير في علم التفسير ٢ : ١٥١ .
(٤) الإسراء : ٢٣ .