عن الأعمش عن إبراهيم قال : هما سواء ( إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) و (إن هذين لساحران) ، لعله كتبوا الألف مكان الياء ـ والله أعلم ـ والواو في ( وَالصَّابِئُونَ ) و ( وَالرَّاسِخُونَ ) مكان الياء (٢) .
___________
(١) انظر ملحق (١١) .
(٢) المصاحف لابن أبي داود ١ : ٣٩٦ ، ح ٣٣٩ ، وعلق عليه المحقق محب الدين واعظ بـ (إسناده حسن) .
أقول : عجزت فرقة التأويل والتلميع عن تدارك ما جاءهم به إمامهم النخعي ، حيث أولوا قوله بأنه أراد أن كتبة المصحف أبدلوا الحروف لا عن خطأ وتحريف ، وإنما حالها حال لفظ الزكاة ولفظ الصلاة ، حيث كتبتا بهذا الشكل (الزكوة والصلوة) ، أورد هذا الزعم إمامهم السيوطي وتبعه الآلوسي بأن الزكوة والصلوة وإن كتبتا بهذا الشكل ، ولكن حال القراءة تقرأ على الأصل ، أما هنا فإن قراءة القرآن تغيرت على حسب الخطأ ، فلا يصح هذا التأويل .
قال السيوطي في
الإتقان ١ : ٥٣٩ : قال ابن أشته : يعني أنه من إبدال حرف في الكتاب بحرف مثل الصلوة والزكوة والحيوة . وأقول هذا الجواب إنما يحسن لو كانت القراءة
بالياء فيها والكتابة بخلافها وأما القراءة على مقتضى الرسم فلا . ومثله قال الآلوسي في روح المعاني
١٦ : ٢٢٣ : ثم أخرج عن إبراهيم النخعي أنه قال : (
إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) و (إن هذين لساحران) سواء لعلهم كتبوا الألف مكان الياء . (يعنى أنه من إبدال حرف في الكتابة بحرف ،
كما وقع
=