كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) (١) ، فقد قام عكرمة بتبرير تحريفه للآية حيث استدل على فساد وخطأ هذا اللفظ في الآية ( يُطِيقُونَهُ ) ! ؛ لأن الذي يطيق الصيام هو من أمر بالصوم في الآية الأولى ، والآية الثانية تتكلم عمن لا يطيقه ! فالصحيح هو (يطوقونه) لا ( يُطِيقُونَهُ ) الموجودة في مصاحف المسلمين !
ففي سنن سعيد بن منصور بسند صحيح عن عكرمة : كان يقرأ (وعلى الذين يطوقونه) . ويقرأ إن الذين يطيقونه هم الذين يصومونه والذين يطوقونه هم الذين ضعفوا عليهم الفدية (٢) ، أي أن من عليه ( فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) هم الذين (يطوقونه) لا الذين ( يُطِيقُونَهُ ) كما هو حالها في المصحف !!
ولا ندري هل يكفرون عكرمة مولى ابن عباس أم يدسون رؤوسهم في التراب ؟! ، والآية رغم أنف إمامهم عكرمة هكذا ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) (٣) .
___________
(١) البقرة : ١٨٣ ـ ١٨٤ .
(٢) سنن سعيد بن منصور ٢ : ٦٨٣ ، ح ٢٦٦ ، بسند صحيح (حدثنا سعيد قال : نا مروان بن معاوية قال : نا عمران بن حدير ، عن عكرمة) .
(٣) البقرة : ١٨٤ .