ومانعا من استمزاجات أصحاب الفلتات في مغايرة القراءة المتواترة وتزحزحهم عنها (١) ، فوُثّق القرآن بتوثيق قراءته المتواترة على يد أحد رجالات الشيعة الإمامية .
وهناك عدّة من المصادر التي تنصّ على أن أبا الأسود الدؤلي رحمه الله هو أول من نقّط المصحف نقط إعراب (٢) وبالأثناء تذكر تشيعه لأهل البيت عليهم السلام (٣) .
وتابع طريق أبي الأسود الدؤلي في نقط القرآن الكريم تلميذه يحيى بن يَعْمَر العدواني بنقط آخر ، وهو نقط الإعجام ، وهو من الشيعة الإمامية أيضاً ، ليكمل الله عزّ وجلّ حفظ كتابه وصيانة رسمه وسواده من التحريف والتبديل سواء من الحركات الإعرابية أو من النقاط على يد الشيعة الإمامية .
وقد قال البعض : أنه أوّل من نقط المصحف ، هو خلطٌ بين تنقيط الإعراب وتنقيط الإعجام ، فأوّل من نقّط القرآن تنقيط إعجام هو يحيى بن
___________
(١) نقول إن هذا النقط المعرب للقرآن يحد من تأثير ما يقرأ به بعض الناس على القراءة المتواترة على طول الزمن ، لأن القراءة المتواترة قد دوّنت وضبطت بالرسم ، وهذا يزيد من تأكيد القراءة المعروفة ونفي القراءات الهجينة الدخيلة .
(٢) كثير من الكُتّاب المحدثين خلطوا في تحديد أول من نقط المصحف بسبب عدم التمييز بين نقط الإعجام ونقط الإعراب ، حيث اعتبروهما أمرا واحدا .
(٣) انظر ملحق رقم (٣١) .