قول الزهري وقول ابن الخطاب من قبل ، وما سيأتي من قول مجاهد وسفيان الثوري كلها تدل على أن سلفهم الصالح كان مسلما بسقوط كثير من آيات القرآن باستشهاد الحفظة يوم اليمامة في زمن أبي بكر ، وهو ما دفع أبا بكر لجمع القرآن حتى لا يتسع الخرق ، فيضيع كل القرآن بموت حفظته ! ، فهل يكفّرون الزهري على قوله السابق ؟!
ويتضح أيضا أن الزهري كان متهاونا في التزام النص القرآني ، حيث جوّز التلاعب بآيات القرآن تقديما وتأخيرا بشرط إصابة المعنى ، كما هو الحال في ألفاظ الحديث ! ، ففي تاريخ الإسلام للذهبي :
ثنا أبو أويس سألت الزهري عن التقديم والتأخير في الحديث ، فقال : هذا يجوز في القرآن فكيف به في الحديث إذا أصيب معنى الحديث فلا بأس (١) ، يا سبحان الله !
أخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين : أنه سئل كيف تقرأ هذه الآية
___________
=
نص على صحة الأثر عن الزهري .
(١) تاريخ الإسلام : ٢٤١ ، حوادث (١٢١ ـ ١٤٠ هـ) .
(٢) انظر ملحق رقم (٤) .