مدعي التحريف هو عروة لا عائشة .
تذكر الروايات التي مرت في مبحث القراءات الشاذة أن أبي بن كعب وابن مسعود وابن عباس وربيع بن خيثم كتبوا هذه الزيادة في مصاحفهم وكانت قراءتهم الدائمة حتى أن ابن مسعود لم يكن يترك آية فيها ثلاثة أيام إلا ويعقبها بكلمة متتابعات ! وهذا يقوي مذهب عائشة في وقوع التحريف .
أخرج مالك وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن جرير وابن أبي داود وابن الأنباري في المصاحف ، والبيهقي في سننه عن أبي يونس مولى عائشة قال : أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا ، وقالت : إذا بلغت هذه الآية فآذني ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ ) (١) ، فلما بلغتها آذنتها فأملت عليّ (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين) وقالت عائشة : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم (٢) .
___________
=
الزهري قال عروة : قالت عائشة أم المؤمنين : نزلت (فعدة من أيام أخر متتابعات) فسقطت متتابعات ، راجع تفسير القرطبي ٢ : ٢٨١ ، نيل الأوطار ٤ : ٣١٦ .
(١) البقرة : ٢٣٨ .
(٢) الدر المنثور ١ : ٣٠٢ ، سنن الترمذي ٥ : ٢١٧ ، ح ٢٩٨٢ وعلق عليه (هذا حديث حسن صحيح) .