ومن لا يقبل هذه النتيجة ـ أي أن الصحابة حرفوا القرآن بالزيادة ـ فلا سبيل له إلا أن لا يقبل قول علماء أهل السنة من عدم قرآنية الشواذ ؛ لأن القراءات الشاذة من القرآن فلا يصح نفيها عنه ، فيكون الحق مع هؤلاء النفر من الصحابة ، وعليه يثبت التحريف لعلماء أهل السنة الذين أخرجوا من القرآن ما هو منه ، وهي القراءات الشاذة ، وخاصة إمام المالكية وإمام الشافعية ، وهذا يعني أن علماء أهل السنة أنقصوا من القرآن ما هو منه ، وهو تحريف بالنقص من هذه الجهة ، وكذا فإن عدم وجود تلك القراءات وفقدها من مصاحفنا اليوم هو تحريف بالنقص أيضا .
فلا مفر من نسية التحريف لأحد الطرفين إما للصحابة بأن نقول بصحة ما ذهب له علماؤهم ، فيكون الصحابة قد أدخلوا في القرآن ما ليس منه ، وهو تحريف بالزيادة ، وإما لعلمائهم بأن نقول بخطئهم في نفي قرآنية القراءات الشاذة ، مع أنها قرآن في الواقع وهذا تحريف بالنقص ، وعليه يكون قرآن المسلمين محرفا ؛ لأن هذه القراءات غير موجودة فيه (١) .
ما زلنا نعاني من منهج الكيل بمكيالين وبيع الأمانة العلمية بالثمن البخس اتباعا للهوی ، فثمت من حاز درجة الدكتوراه (علي . س) برسالة حشّاها تضليلا وتكفيرا ، فصار يخرج ويدخل في دين الله كما أراد وكأنه دين
___________
(١) وإما أن نقول : لا ندري أهو قرآن أم لا ؟ فحينئذ يتردد المصحف الشريف بين كونه محرفا أم لا !