يخالف شيء منه شيئا (١) ، أقول : وهل يكفي خبر الآحاد لإثبات قرآنية سورتين ؟! بالطبع لا ! (٢)
اعترف ابن قتيبة الدينوري أن ابن مسعود أخطأ حينما أنكر قرآنية المعوذتين ، وكذا أبي بن كعب أخطأ بزيادة القنوت في القرآن ، قال في تأويل مشكل القرآن :
وأما نقصان مصحف عبد الله بحذفه أُمّ الكتاب والمعوذتين ، وزيادة أبي سورتي القنوت فإنا لا نقول : إن عبد الله وأُبيًّا أصابا وأخطأ المهاجرون والأنصار ، ولكن عبد الله ذهب فيما يرى أهل النظر إلى أن المعوذتين كانتا كالعُوذةِ والرُّقية وغيرها ، وكان يرى رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يُعَوّذ بهما الحسن والحسين وغيرهما ، كما كان يُعوّذ بكلمات الله التامة وغير ذلك ، فظن أنهما ليستا من القرآن ، وأقام على ظنّه ومخالفته الصحابة (٣) .
واعترف ابن قتيبة في رده على من شنع على ابن مسعود إنكاره
___________
(١) نفس المصدر : ٣٦ .
(٢) والمستفاد من هذا أن لو وجد أهل السنة طرقا متواترة للقرآن الكريم بكل سوره وآياته ، لما كان هناك معنى لتشبث إمامهم الطحاوي وغيره كابن كثير والقرطبي والطبري إلخ بروايات الآحاد لإثبات قرآنية المعوذتين ، ( فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ) (الحشر : ٢) .
(٣) تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٣ ، تحقيق سيد أحمد صقر ، ط . الحلبي .