للناس شيئاً يستدلون به على صلاح ألسنتهم ، فرسم لهم الرفع والنصب والخفض .
أخرج الحاكم وصححه من طريق أبي الأسود الدؤلي ويحيى بن يعمر عن ابن عباس قال : ما الخاطون ؟! إنما هو ( الْخَاطِئُونَ ) ، ما الصابون ؟! إنما هو ( وَالصَّابِئُونَ ) (١) . (٢)
وعليه يتضح أن أي تغيير في النص القرآني يعتبر تحريفاً ، ولا مكان لشيء اسمه القراءات الشاذة والأحرف السبعة وما شاكل من الخزعبلات ! وإلا لما كان وجه لاعتراض ابن عباس ، أو لتصحيح الخطأ الذي وقع به الأعرابي من قِبل الأمير عليه السلام ، كما جاء في الرواية .
أخرج عبد بن حميد عن أبي الأشهب عن الحسن أنه كان يقرأها (خاشعا أبصارهم) قال : وكان أبو رجاء يقرأها (خاشعة أبصارهم) (٣) ، وهي في القرآن هكذا ( خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ ) (٤) . واختصاص أبي الرجاء بالذكر لأجل مخالفته للقراءة المتواترة في الحركات الإعرابية لا في الرسم .
أخرج أبو يعلي وابن جرير ومحمد بن نصر وابن الأنباري في المصاحف عن أنس بن مالك أنه قرأ هذه الآية (إن ناشئة الليل هي أشد وطأً وأصوب
___________
(١) المائدة : ٦٩ .
(٢) الدر المنثور ٦ : ٢٦٣ .
(٣) الدر المنثور ٦ : ٢٦٧ .
(٤) القلم : ٤٣ .