معقولا ، إذ لعل بعض الآيات لم يتوفر لها شاهدان أو لم تخطر تلك الآيات في بال أحدهم حال الجمع ، وهذا الاحتمال يقوى وتزداد درجته عندما نتصور اتيان كل فرد بآيات متفرقة من القرآن لدمجها فيه على بساطة ذلك الجمع وسذاجته ، ناهيك عن أن سقوط الآيات وسهو الجامعين عنها قد تحقق وحصل ـ كما أخرجه البخاري ـ حتى وجدت بعد ثلاث عشرة سنة تقريبا على يد خزيمة بن ثابت ، وعليه فما يدرينا ، لعله سقط أكثر من هذه الآيات ، ولكنهم إلى يومنا هذا لم يجدوها ؟!
هذا قولهم بالنسبة للجمع الأول ، أما بالنسبة للجمع الثاني في زمن عثمان فقال علماء أهل السنة : أن عثمان قام بحرق ستة أحرف من القرآن وكان هذا الحرق والإلغاء لستة أمثال القرآن بلا مستند شرعي ، وهو التحريف الذي لا مرية فيه .
وأما الشيعة الإمامية فيقولون : إن هذا المصحف جمع تحت إشراف ومراقبة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، فكان تنسيقه وترتيب آياته من قبله صلى الله عليه وآله وسلم بتأييد وتسديد من السماء ، وكان قد اتخذ للوحي كتبة يأمرهم بوضع الآيات التي يريدها في الأماكن التي يريدها صلى الله عليه وآله وسلم ، فلا اجتهاد للصحابة في ذلك ، بل كله توقيف في توقيف ، وما فعله عثمان ليس إلا نزعا لفتيل الاختلاف وردما لمنابع الفرقة بين القراء ، لا أنه حرّف القرآن بحذف ستة أضعافه كما يزعم أهل السنة .
ثم تكلمنا عن موقف
علمائهم من القراءات التي شذ بها بعض سلفهم الصالح فاتخذها قرآنا أنزله الله تعالى ، وذكرنا موقف علمائهم منها