وحكمهم بأن تلك الزيادات ليست من القرآن في شيء ، بل القرآن متواتر بكل ألفاظه ، وتلك الزيادات ليست متواترة ، وتصافقت أياديهم على هذا الأمر ، ثم عُدنا إكمالا للمسيرة فبينا في فصول لاحقة أن أكابر سلفهم من الصحابة والتابعين كانوا يقرأون القرآن ليلا ونهارا بقراءات شاذة مخالفة لنص ورسم المصحف العثماني ، وزاد بعضهم فقال عنها (هكذا والله نزلت) ! و (هذا هو القرآن) ! واشتهر عنهم ذلك حتى قيل (قراءة فلان) و (قراءة أبي فلان) (قراءة ابن فلانة) ، فمن نصدّق ؟! ، سلفهم يقولون : هو قرآن وعلماؤهم يقولون ليس بقرآن قطعا !! ، فمن المتلاعب المحرّف ؟!
وأما الشيعة الإمامية فيرون أن القرآن واحد نزل من عند الواحد على نبي واحد والتلاعب جاءنا به فلتات الزمان وعباقرة الدهر من محترفي القراءة من السلف ، وهذا القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وله شكل واحد ، وهو بعينه الموجود في بيوت المسلمين شرقا وغربا ، وهم بذلك تبع لأئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام .
ومن بعد مبحث القراءات بينا شيئا اسمه نسخ التلاوة وأثبتنا بطلان وقوعه بالأدلة العديدة المتنوعة ، وأنه ليس إلا وجهاً ثانيا لعملة تحريف القرآن ، ونقلنا كلمات بعض علمائهم في نفيه وتبرئة القرآن منه ، ثم كشفنا بالضمن أنه كان ذريعة مخترعة لتغطية فضيحة روايات التحريف التي صحت عن ابن الخطاب وغيره ، ورويت في أصح كتبهم .
ثم دخلنا في موارد
التحريف الصريح التي ذكرها كبار الصحابة ، واتضح أن سلفهم الصالح زودنا بقائمة فيها أربع سور مفقودة لم تكتب في