إلى ابن مُقْلة الوزير حينئذ ، فاستدعاه وأحضر القضاة والفقهاء والقرّاء ، وفي مقدمتهم ابن مجاهد ، وكان ذلك في سنة ٣٢٣ للهجرة ، غير أن ابن شَنّبوذ اعترف بما عُزي إليه وأقرّ عليه ، فأشار جميع من حضروا بعقوبته ، فضرب أسواطاً وحُبس ، فأعلن توبته . وعقد له ابن مقلة محضراً أقرَّ فيه ابن شنّبوذ اعترف بذلك في حضوره طوعاً .
وقد احتفظ ياقوت بطائفة من قراءاته التي تبع فيها ما رُوي عن أُبيّ بن كعب وعبد الله بن مسعود من مثل (وكان أمامهم يأخذ كل سفينة صالحة غصباً) والآية في مصحف عثمان كما هو المعروف ( وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ) (١) ، ومثل : (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله) وهي في مصحف عثمان ( فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ ) (٢) إلى غير ذلك من قراءات انفرد بها أُبيّ بن كعب وعبد الله بن مسعود (٣) .
___________
(١) الكهف : ٧٩ .
(٢) الجمعة : ٩ .
(٣) مقدمة كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد : ١٥ ، بتحقيق الدكتور شوقي ضيف ، ط . دار المعارف مصر .
أقول : ولا يخفى على النبيه أنه إن كان حقا اتباع السلف في كل ما
فعلوه ، وهو ما يسمى بالسلفية فإن ابن شنبوذ سيد السلفية حيث كان سيده ابن الخطاب يقرأ (فامضوا إلى ذكر
الله) وما كان يقرأ بغيرها إلى أن مات وكتبها في مصحفه ، وكذا بقية الموارد التي
قرأ بها فهي قراءات سلفه الصالح ، فما أقوى عذر ابن شنبوذ على دين السلفية ، ولكن الوزير
الشيعي لا
=