واعترف القرطبي أيضا أن بعض علمائهم (١) قد قال بتحريف القرآن :
وقال بعض من تعسف في كلامه : إن هذا غلط من الكتّاب حين كتبوا مصحف الإمام ، قال : والدليل على ذلك ما روي عن عثمان أنه نظر في المصحف ، فقال : أرى فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها . وهكذا قال : في سورة النساء ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ) وفي سورة المائدة ( وَالصَّابِئُونَ ) (٢) .
واعترف أيضا عند ذكره للتوجيهات التي ذكرها أهل السنة لبيان علة عدم انطباق قواعد اللغة العربية الظاهر على قوله تعالى : ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ) ، فكان من ضمن التوجيهات قول بعض سلفهم كأبان بن عثمان بتحريف هذا الموضع من القرآن ، قال :
والجواب السادس : ما روي عن عائشة أنها سئلت عن هذه الآية وعن قوله : ( إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) ، وقوله : ( وَالصَّابِئُونَ ) في المائدة فقالت للسائل : يا بن أخي الكتّاب أخطأوا .
وقال أبان بن عثمان : كان الكاتب يُملى عليه فيكتب فكتب ( لَّـٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ ) ثم قال له : ما أكتب ؟ قيل له : أكتب ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ) ، فكتب ما قيل له . فمن ثم وقع هذا (٣) .
___________
(١) قلنا بأنه من بعض علمائهم ؛ لان من البديهي أن لا يعتني العلماء كالقرطبي بما يلوكه عوام الناس ولا يكتبونه في تفاسيرهم فضلا عن الرد عليها .
(٢) الجامع لأحكام القرآن ٢ : ٢٤٠ .
(٣) الجامع لأحكام القرآن ٦ : ١٠٤ .