وزعم ابن مسعود أنّهما تعوّذ به وليسا من القرآن ، وخالف به الإجماع من الصحابة وأهل البيت (١) .
واعترف في محل آخر بقول بعض سلفهم الصالح بوقوع التحريف والخطأ في كتابة المصحف :
وقد خطأها قوم حتى قال أبو عمرو : إني لأستحي من الله أن أقرأ ( إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) ، وروي عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت عن قوله تعالى : ( لَّـٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) ثم قال : ( وَالْمُقِيمِينَ ) وفي المائدة ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ) ، ( إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) فقالت : يا بن أختي ! هذا من خطأ الكُتّاب (٢) .
وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه : في المصحف لحن وستقيمه العرب بألسنتها .
وقال أبان بن عثمان : قرأت هذه الآية عند أبي عثمان بن عفان فقال : لحن وخطأ . فقال له قائل : ألا تغيّروه ؟ فقال : دَعوه ! فإنه لا يحرّم حلالا ولا يحلل حراماً (٣) .
___________
(١) الجامع لأحكام القرآن ٢٠ : ٢٥١ ، ط . دار إحياء التراث العربي .
(٢) علق عليه العلامة الآلوسي ـ الآتي ذكره ـ في تفسيره (روح المعاني) ١٦ : ٢٢١ بـ ، (وإسناده صحيح على شرط الشيخين ، كما قال الجلال السيوطي) .
(٣) الجامع لأحكام القرآن ١١ : ٢١٦ .