قال شيخ الشعراني في الميزان : ومن ذلك قول أبي حنيفة إنه إن شاء المصلي قرأ بالفارسية وإن شاء قرأ بالعربية (١)
وزعم أبو حنفية أن القرآن كما أنه عربي كذلك يكون فارسيا بشرط التقييد بمضامينه ! ، قال ابن حجر في الفتاوی الحديثية : وقد أخذ أبو حنيفة قوله بجواز قراءة القرآن بغير العربية من هذه الآية ( وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ) (٢) قال : لأن القرآن مضمن في الكتب السابقة ، وهي بغير العربية (٣) .
قال الإمام القرطبي : أجاز أبو حنيفة القراءة بالفارسية على شريطة وهي أن يؤدي القارئ المعاني على كمالها من غير أن يخرم منها شيئا ، قالوا : وهذه الشريطة تشهد أنها إجازة كلا إجازة ؛ لأن في كلام العرب ـ خصوصا في القرآن الذي هو معجز بفصاحته وغرابة نظمه وأساليبه ـ من لطائف المعاني والأغراض ما لا يستقل بأدائه لسان من فارسية وغيرها ، وما كان أبو حنيفة رحمه الله يحسن الفارسية ، فلم يكن ذلك منه عن تحقق وتبصر (٤) .
وقال المناوي في فيض القدير : وفي الحديث إشعار بأنه لا يجوز قراءة القرآن بغیر اللسان العربي ، فهو رد على أبي حنيفة في إجازته ذلك (٥) .
___________
(١) الميزان ١ : ١٤٣ .
(٢) الشعراء : ١٩٦ .
(٣) الفتاوى الحديثية : ١٣٢ .
(٤) تفسير القرطبي ١٦ : ١٤٩ .
(٥) فيض القدير ١ : ١٧٨ .