البسملة منها ! ، قال الزركشي في البرهان : وعن مالك : أنّ أوّلها لما سقط سقطت البسملة (١) .
وذكره السيوطي في الإتقان : وعن مالك أن أوّلها لما سقط سقط معه البسملة ، فقد ثبت أنها كانت تعدل البقرة لطولها (٢) .
فهذا مالك بن أنس إمام من أئمتهم الأربعة يجزم بأنها كانت تعدل البقرة في الطول ، وأن سبب فقدان البسملة هو فقدانها مع فقدان أول السورة (٣) .
إن مفاد كلام مالك هو نفس مفاد كلام ابن عجلان السابق ، وهو أن الصحابة كانوا يكتبون البسملة في أوائل السور ، ولكن هذه السورة بالذات سقط وضاع أولها في حرب اليمامة بسبب مقتل القراء ومن كان يحفظها ، لذا لم يكتبوا البسملة في سورة براءة ؛ لأن أولها سقط وضاع ، ومن غير المعقول أن
___________
(١) البرهان في علوم القرآن ١ : ٢٦٣ .
(٢) الإتقان في علوم القرآن ١ : ٦٥ ، ط . الحلبي الثالثة .
(٣) وحيث أن البسملة في أوائل السور ليست من القرآن في نظر مالك ، فلا يصح ادعاء نسخ التلاوة هنا ، وإلا لقلنا أن الله عزّ وجلّ ينسخ غير القرآن أيضا ! ، وقلنا سابقا أن منسوخ التلاوة ليس من القرآن بعد نسخه وإلغاء قرآنيته ، فمن يقول أن أول السورة سقط يعني أنه مسلم بأن أولها من القرآن فليس من منسوخ التلاوة ! ناهيك عن أن النسخ المدعى هنا ليس سقوط وفقدان وإنما تبديل وإحلال فكيف يقال أن مالكا قصد بسقوط أول السورة منسوخ التلاوة ؟!!