أخرج أبو عبيد في فضائله ، وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف ، وأبو نعيم في الحلية عن مجاهد رضي الله عنه قال : لم أكن أحسن ما الزخرف حتي سمعتها في قراءة عبد الله ( أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ ) (١) . قال : (من ذهب) (٢) ، يقصد أن هذا المقطع من الآية كان هكذا (أو يكون لك بيت من ذهب) في قراءة ابن مسعود .
أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن أبي رزين رضي الله عنه قال : في قراءة عبد الله بن عمر (ولا تخافت يصوتك ولا تعال به) (٣) ، وهي في القرآن هكذا ( وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ) (٤) .
أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال : في حرف ابن مسعود (وقالوا لبثوا في كهفكم) الآية ، يعني : إنما قاله الناس ألا تری أنه قال : ( قُلِ اللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ) (٥) ! (٦) .
ما زال باب الاجتهاد مفتوحا في القراءات ! ولا أدري أين قراءة النبي صلی الله عليه وآله وسلم من اجتهادات هؤلاء ؟! وعلى أي حال هي في القرآن هكذا ( وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ) (٧) .
___________
(١) الإسراء : ٩٣ .
(٢) الدر المنثور ٤ : ٢٠٣ .
(٣) الدر المنثور ٤ : ٢٠٨ .
(٤) الإسراء : ١١٠ .
(٥) الكهف : ٢٦ .
(٦) الدر المنثور ٤ : ٢١٤ .
(٧) الكهف : ٢٥ .