منهم حتى اختار رجلا من عبد القيس ، فقال : خذ المصحف وصِبْغا يخالف لون المداد ، فإذا فتحت شفتي فانقط واحدة فوق الحرف ، وإذا ضممتها فاجعل النقطة إلى جانب الحرف ، وإذا كسرتُها فاجعل النقطة في أسفله ، فإن أتبعت شيئا من هذه الحركات غُنّة فانقط نقطتين ، فابتدأ بالمصحف حتى أتى على آخره . ثم وضع المختصر المنسوب إليه بعد ذلك .
الفهرست للنديم : ٤٥ ـ ٤٦ : ... فقال أبو عبيدة : أخذ النحو عن علي بن أبي طالب أبو الأسود ، وكان لا يخرج شيئا مما أخذه عن علي كرم الله وجهه إلى أحد حتى بعث إليه زياد أن اعمل شيئا يكون للناس إماما ، ويُعرف به كتاب الله ، فاستعفاه من ذلك حتى سمع أبو الأسود قارئا يقرأ ( أَنَّ اللَّـهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ) (التوبة : ٣) بالكسر فقال : ما ظننت أن أمر الناس آل إلى هذا ! ، فرجع إلى زياد ، فقال : أفعل ما أمر به الأمير ، فليبغني كاتبا لقنا يفعل ما أقول ، فأُتي بكاتب من عبد القيس فلم يرضه فأُتي بآخر . قال أبو العباس المبرد : أحسبه منهم ، فقال أبو الأسود : إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه ، وان ضممت فمي فانقط نقطة بين يدي الحرف ، وإن كسرت فاجعل النقطة نقطتين . فهذا نقط أبي الأسود معجم الأدباء ١٢ : ٣٤ ت ١٤ : أحد سادات التابعين والمحدثين والفقهاء والشعراء والفرسان والأمراء والأشراف ... والأكثر على أنه أوّل من وضع العربية ونقّط المصحف .
وراجع للزيادة
البداية والنهاية لأبن كثير ٨ : ٣١٢ ، ط : منشورات دار المعارف ، أُسد الغابة لابن الأثير ٢ : ٤٩١ ت ٢٦٥٠ ، ط : دار الفكر . ولبيان