إسرائيل ... إلی قوله : وكان ابن عباس يقرأ (وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا) (١) .
واضح من الرواية السابقة أن ما قاله سعيد بن جبير كان متأخرا عن زمن توحيد المصاحف في عهد عثمان ؛ لأن سعيد بن جبير وُلد في دولة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام كما قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : وكان قتله في شعبان سنة خمس وتسعين ، ومن زعم أنه عاش تسعا وأربعين سنة لم يصنع شيئا ، وقد مر قوله لابنه : ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين . فعلی هذا يكون مولده في خلافة أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه (٢) .
فلا يستفاد من رواية قتادة أنهم كفوا عن قراءة هذه الزيادة بعد توحيد المصاحف في زمن عثمان ، وقول قتادة : إن هذه الزيادة كانت في الشكل الأول للقرآن غير صحيح (٣) ، وعلى أي حال فما أنزله الله عزّ وجلّ
___________
(١) نفس المصدر : ٢٣٠ .
(٢) سير أعلام النبلاء ٤ : ٣٤١ ، ط . مؤسسة الرسالة .
(٣)
قلنا سابقا : إن سبب هذه المعمعة هو ابتعادهم عن مناهل الوحي وبيوت العصمة عليهم السلام الذين بينوا في بعض رواياتهم أن هذه الزيادة وغيرها كانت من قبيل التنزيل
الذي نزل من السماء ، ولكن بعض الصحابة كان يتمسك بكل ما سمعه من النبي صلی الله
عليه وآله سلم حرفيا من غير تفريق بين ما هو قرآن وما هو تفسير اقترن بالقرآن ، فوقع
الاشتباه عند بعض الصحابة ، وأتعب أهل السنة أنفسهم في تخريج تلك الموارد ، وإلا فروايات
أهل البيت عليهم السلام واضحة في أن هذه الزيادة (صالحة) هي من التنزيل لا من القرآن وأهل مكة أدری بشعابها ، فقد روی الكشي رضوان الله تعالى عليه في
رجاله بسند معتبر ما
=