شيءٌ لا يتناسب أبداً مع وجوب وجود الله سبحانه وتعالى (١).
والخلاصة أنّ الصوفيين يعتقدون بعدم إمكانية إثبات مثل هذه الإدّعاءات بالأدلة العقليّة ، وغالباً ما يفصلون طريقهم عن طريق العقل ، ويستعينون بسلسلة من المسائل الذوقيّة الخياليّة التي يسمّونها (طريق القلب) ، ومن المسلم به أنّه لايُمكن التوقُّع ممن يرفض منطق العقل سوى هذا الكلام المتناقض.
ولذلك فقد ابتعد عنهم كبار العلماء وطردوهم دائماً وفي جميع العصور.
فالقرآن الكريم يستند في الكثير من آياته إلى العقل والبرهان ويعدّهما طريقاً لمعرفة الله.
وبهذا الكلام ، وبالبحوث التي أوردناها بصدد (نفي الشريك والشبه) ، و (نفي الصفات الزائدة عن الذات الإلهيّة المقدّسة) ، نصل إلى نهاية بحث (صفات جلال الله) بصورة كليّة وأساسيّة ، وقد اتضحت لنا جزئياته في ظل الأصول التي ذُكرت ، بصورة جيدة.
ولنبحث الآن صفات الفعل الإلهي بعونه تعالى.
* * *
__________________
(١) يجدر الأنتباه إلى أنّ نفس هذا المفهوم بخصوص بُطلان الحلول والإتحاد قد ورد في شرح تجريد العقائد للعلّامة الحلّي باستدلالٍ مفصَّل. (كشف المراد ، ص ٢٢٧ ، باب أنّه تعالى ليس بحالّ في غيره ونفي الإتّحاد عنه).