ما تنتظرونه من إتيان أحد الأمور الثلاثة لتروا أى شيء تنتظرون ، فإنا منتظرون معكم لنشاهد ما يحل بكم من سوء العاقبة.
ثم بين ـ سبحانه ـ أحوال الفرق الضالة بوجه عام فقال : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ).
أى : إن الذين فرقوا دينهم بأن اختلفوا فيه مع وحدته في نفسه فجعلوه أهواء متفرقة ، ومذاهب متباينة : (وَكانُوا شِيَعاً) أى فرقا ونحلا تتبع كل فرقة إماما لها على حسب أهوائها ومتعها ومنافعها بدون نظر إلى الحق.
وقوله : (قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) تهديد لهم. أى : قل يا محمد لهؤلاء الكافرين : انتظروا ما تنتظرونه من إتيان أحد الأمور الثلاثة لتروا أى شيء تنتظرون ، فإنا منتظرون معكم لنشاهد ما يحل بكم من سوء العاقبة.
ثم بين ـ سبحانه ـ أحوال الفرق الضالة بوجه عام فقال : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ).
أى : إن الذين فرقوا دينهم بأن اختلفوا فيه مع وحدته في نفسه فجعلوه أهواء متفرقة ، ومذاهب متباينة : (وَكانُوا شِيَعاً) أى فرقا ونحلا تتبع كل فرقة إماما لها على حسب أهوائها ومتعها ومنافعها بدون نظر إلى الحق.
وقوله : (لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) أى : أنت برىء منهم محمى الجناب عن مذاهبهم الباطلة ، وفرقهم الضالة. أو لست من هدايتهم إلى التوحيد في شيء إذ هم قد انطمست قلوبهم فأصبحوا لا يستجيبون لمن يدعوهم إلى الهدى.
وقوله : (إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ) تعليل للنفي المذكور قبله أى : هو يتولى وحده أمرهم جميعا ، ويدبره حسب ما تقتضيه حكمته ، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون».
وقوله : (ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ) أى : ثم يخبرهم يوم القيامة بما كانوا يفعلونه في الدنيا من آثام وسيئات ، ويعاقبهم على ذلك بما يستحقونه من عقوبات.
والآية الكريمة عامة في كل من فارق تعاليم الإسلام سواء أكان مشركا أم كتابيا ، ويندرج فيها أصحاب الفرق الباطلة والمذاهب الفاسدة في كل زمان ومكان ، كالقاديانية ، والباطنية ، والبهائية ، وغير ذلك من أصحاب الأهواء والبدع والضلالات.
قال ابن كثير : «والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين الله وكان مخالفا له ، فإن الله