المجاز بأنه طاغوت لان الأمر يتعلق بالله تعالى؟
ألم ينزل القرآن الكريم باللغة العربية المحكمة : نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (١) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا (٢).
وفي العبارات البلاغية ، نقرأ كثيراً ، كلمات تفيض بلاغة وسحراً.
فلِمَ يتم استثناء القرآن الكريم ـ وهو كتاب الله المنزل بلغة العرب ـ من هذه الاصول البلاغية المألوفة في الشعر والأدب العربي؟
والغريب ان الصحاح السُنّة المعتبرة ، تذكر بأن الله خلق آدم على صورته ، أي ان شكل آدم مطابق لشكل الله ومشابه له ، فكيف والحال هذه ، يفسّر أهل السُنّة والجماعة قوله تعالى : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ (٣)؟
وكذلك قولهم بأن الله ينزل كل ليلة الى السماء الدنيا ويطلب من العباد ، الدعاء والاستغفار لكي يجيب دعواتهم ، وكأن الله تعالى لا يسمع أدعية الناس إلا إذا نزل بالقرب منهم. وهذه الاحاديث المروية عن النبي صلىاللهعليهوآله والتي ملأت كتب الصحاح ، تتعارض والكثير من الآيات القرآنية التي تثبت بأن الله أقرب للإنسان من حبل الوريد ، أو قوله تعالى : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (٤). فلِمَ ينزل الله الى السماء الدنيا إذا كان قريباً من الانسان ويسمع دعاءه وتوسلاته؟
__________________
(١) الشعراء ١٩٣ ـ ١٩٥.
(٢) يوسف ٢.
(٣) شورى ١١.
(٤) البقرة ١٨٦.