: مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ (١).
وعليه فإن هذه الروايات المدوّنة في صحاح أهل السُنّة والجماعة ، فضلاً عن تعارضها مع العقل والمنطق البشري ، فهي توجّه طعنة بالغة للقرآن الكريم.
أما لقاء النبي الله تعالى خلال عروجه الى السماء ، فهو أيضاً مستحيل ، لأن الله ـ وبحكم العقل ـ لا يُرى بالعين المجرّدة ، والآيات القرآنية في هذا الصدد لا تقرّ بذلك أبداً ، فإن الذي رآه الرسول صلىاللهعليهوآله عند سدرة المنتهى ، هو جبرئيل ، لا أكثر ولا أقل ، وحتى القاضي السُنّي الشهير (عياض) يتعرّض في كتابه (الشفاء) للقضايا المتعلقة بذات الله ، فعند شرحه لقول الله تعالى : (٢) ، يقرّ ويعترف بأن ما وقع من إضافة الدنو والقرب هنا من الله والى الله ، فليس بدنو مكان ولا قرب مدى (٣).
وما توصلنا اليه بعد البحث في رؤية أهل السُنّة والجماعة لمفهوم التشبيه ، هو انهم بأجمعهم يؤمنون برؤية الله في الآخرة ، استناداً الى الروايات التي تثبتها الصحاح ، وابرزها صحيحا البخاري ومسلم اللذان لا يتطرق اليهما الشك لديهم.
وهذا يستدعي إثبات الصفات لله ، أي اعضاء وحركات يقوم بها ، مثل الضحك ، والتحدّث الى اهل الجنة ، وهذا بحد ذاته ، تجسيد لله ، وانه بذلك مُحْدَث كسائر الاجسام ، وما الفرق بين رؤيته في الدنيا او الآخرة؟ .. المهم ان صفات الله ، في هذا
__________________
(١) المجادلة ٧.
(٢) النجم ٨ ـ ٩.
(٣) تفسير القرطبي ١٧ : ٩٠ ؛ نهاية الارب في فنون الادب ـ النويري ١٦ : ٢٩٩.