نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ)(١) ثم قال : (كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) يعني بني قينقاع (قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)(٢) ، ثم ضرب في عبد الله بن أبي وبني النضير مثلا ، فقال : (كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ)(٣).
وقال أبو بصير ـ في غزوة بني النضير ـ وزاد فيه : فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم للأنصار : «إن شئتم دفعت إليكم فيء المهاجرين [منها] ، وإن شئتم قسمتها بينكم وبينهم وتركتهم معكم». قالوا : قد شئنا أن تقسمها فيهم. فقسّمها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بين المهاجرين ودفعهم عن الأنصار ، ولم يعط من الأنصار إلا رجلين وهما : سهل بن حنيف وأبو دجانة فإنّهما ذكرا حاجة (٤).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «العجوة أم التمر ، وهي التي أنزلها الله عزوجل من الجنة لآدم عليهالسلام ، وهو قول الله عزوجل : (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها) ، قال : «يعني العجوة» (٥).
أقول : جملة (وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ) ترينا على الأقل أن أحد أهداف هذا العمل ـ وهو قطع النخل ـ هو خزي لهؤلاء ناقضي العهد ، وكسر لشوكتهم وتمزيق لروحيتهم.
__________________
(١) الحشر : ١١ ، ١٢.
(٢) الحشر : ١٥.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٥٨. والآية من سورة الحشر : ١٦ ، ١٧.
(٤) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٦٠.
(٥) الكافي : ج ٦ ، ص ٣٤٧ ، ح ١١.