ويهماء (١) بالليل غطش الفلاة |
|
يؤنسني صوت فيّادها (٢) |
قوله تعالى : (وَأَخْرَجَ ضُحاها) ، قال : الشمس ، قوله : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) قال : بسطها ، (وَالْجِبالَ أَرْساها) أي أثبتها ، ـ أقول : (الطَّامَّةُ) : من (الطم) ، وهو الملأ ، ويطلق بالطامة على كل شيء بلغ حدّه الأعلى ، ولهذا فقد أطلقت على الحوادث المرّة والصعاب الكبار ، وهي في الآية تشير إلى يوم القيامة لما فيها من دواهي تغطي بهولها كل هول ، وأتبعت ب (الْكُبْرى) زيادة في التأكيد على أهمية وخطورة يوم القيامة ـ. قوله : (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى) ، قال : يذكر ما عمله كله ، (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى) قال : أحضرت ، قوله : (وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى) قال : هو العبد إذا وقف على معصية الله وقدر عليها ثم تركها مخافة الله ونهى النفس عنها فمكافأته الجنّة (٣).
قال أبو عبد الله عليهالسلام ، في قوله عزوجل : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ)(٤) : «من علم أن الله يراه ويسمع ما يقول ويعلم ما يعمله من خير أو شرّ ، فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال ، فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى» (٥).
قال علي بن الحسين عليهماالسلام : «إن رجلا ركب البحر بأهله فكسر بهم ، فلم ينج ممن كان في السفينة إلا امرأة الرجل ، فإنها نجت على لوح من ألواح
__________________
(١) اليهماء : الفلاة التي لا ماء فيها ولا علم فيها ولا يهتدى لطرقها. «لسان العرب : ج ١٢ ، ص ٦٤٨».
(٢) الفياد : ذكر اليوم ، ويقال : الصدى. «لسان العرب : ج ٣ ، ص ٣٤١».
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٠٣.
(٤) الرحمن : ٤٦.
(٥) الكافي : ج ٢ ، ص ٥٧ ، ح ١٠.