قلت : قوله تعالى : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ)؟ قال : «لأنّ المشيئة إلى الله تعالى لا إلى الناس» (١).
وقال ابن عباس ، في قوله عزوجل : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ) ، قال : يعني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ذو قوة عند ذي العرش مكين ، مطاع عند رضوان خازن الجنة وعند مالك خازن النار ، ثم أمين فيما استودعه [الله] إلى خلقه ، وأخوه علي أمير المؤمنين عليهالسلام أمين أيضا فيما استودعه محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أمّته (٢).
وقال أبو الحسن عليهالسلام : «إن الله عزوجل جعل قلوب الأئمة موردا لإرادته ، فإذا شاء الله شيئا شاءوه ، وهو قوله : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ)(٣).
وقال علي بن إبراهيم : قال ابن عباس ، في قوله تعالى : (رَبُّ الْعالَمِينَ) ، إن الله عزوجل خلق ثلاثمائة عالم وبضعة عشر عالما خلف قاف (٤) وخلف البحار السبعة ، لم يعصوا الله طرفة عين قطّ ، ولم يعرفوا آدم ولا ولده ، كلّ عالم منهم يزيد على ثلاثمائة وثلاثة عشر مثل آدم وما ولد ، فذلك قوله : (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ)(٥).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٠٨.
(٢) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٧٧٠ ، ح ١٧.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٠٩.
(٤) جاء في بعض التفاسير أن قافا جبل يحيط بالدنيا من ياقوته خضراء. (لسان العرب : ج ٩ ، ص ٢٩٣).
(٥) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٠٩.