إِذَا اتَّسَقَ (١٨) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (١٩) فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٢٠) وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (٢١) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (٢٢) وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ (٢٣) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢٤) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٢٥)) [سورة الانشقاق : ١ ـ ٢٥]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) قال : يوم القيامة (وَأَذِنَتْ لِرَبِّها) أي أطاعت ربّها (وَحُقَّتْ) ، وحق لها أن تطيع ربها (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ) ، قال : تمد الأرض فتنشق ، فيخرج الناس منها : (وَتَخَلَّتْ) ، أي تخلت من الناس (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً) يعني تقدّم خيرا أو شرا (فَمُلاقِيهِ) ما قدّم من خير أو شر (١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام ، في قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) : «فهو أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسود بن هلال المخزومي ، وهو من بني مخزوم. قوله تعالى : (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ) فهو أخوه الأسود بن عبد الأسود بن هلال المخزومي ، قتله حمزة بن عبد المطلب يوم بدر».
قوله تعالى : (فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً). الثبور : الويل (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ) يقول : ظن أن لن يرجع بعدما يموت (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) ، الشفق : الحمرة بعد غروب الشمس (وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ) يقول : إذا ساق كل شيء خلق إلى حيث يهلكون بها (وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) إذا اجتمع (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) ، يقول : حالا بعد حال ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ، ولا تخطئون طريقهم ، شبرا بشبر وذراعا بذراع ، وباعا بباع ، حتى إن كان من قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه» ، قال : قالوا :
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤١٢.