فأخذ بيده فأخرجه إلى البقيع ، فانتهى إلى قبر ، فصوّت بصاحبه ، فقال : قم بإذن الله ، قال : فخرج منه رجل مبيض الوجه يمسح التّراب عن وجهه ، وهو يقول : الحمد لله والله أكبر ، فقال [جبرئيل] : عد بإذن الله ، ثم انتهى به إلى قبر آخر ، فصوّت بصاحبه ، وقال له : قم بإذن الله ، فخرج منه رجل مسودّ الوجه ، وهو يقول : وا حسرتاه ، واثبوراه ، ثم قال [له جبرئيل] : عد بإذن الله تعالى ، ثم قال : يا محمد ، هكذا يحشرون يوم القيامة ، المؤمنون يقولون هذا القول ، وهؤلاء يقولون ما ترى» (١).
وقال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ بَلى) يرجع بعد الموت (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) وهو الذي يظهر بعد مغيب الشمس ، وهو قسم وجوابه : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ)(٢) أي مذهبا بعد مذهب (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ) أي بما تعي صدورهم (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) ، أي لا يمن عليهم (٣).
__________________
(١) الزهد : ج ٩٤ ، ص ٢٥٣.
(٢) قال أبو جعفر عليهالسلام لزرارة ، في قوله تعالى : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) : «يا زرارة ، أو لم تركب هذه الأمة بعد نبيها طبقا عن طبق في أمر فلان وفلان وفلان»؟ (الكافي : ج ١ ، ص ٣٤٣ ، ح ١٧). وقال الصادق عليهالسلام ـ في معنى الآية ـ سنن من كان قبلكم من الأولين وأحوالهم. (مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٧٠١). وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «أي لتسلكن سبيل من كان قبلكم من الأمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء». (الاحتجاج : ص ٢٤٨).
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤١٣.