وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (١١) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى (١٢) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (١٣) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (١٤) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (١٥)) [سورة الأعلى : ١ ـ ١٥]؟!
الجواب / روى جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه عليهالسلام ، أنه قال : (في العرش تمثال جميع ما خلق الله في البرّ والبحر ، وهذا تأويل قوله تعالى (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ)(١) وإنّ بين القائمة من قوائم العرش ، والقائمة الثانية خفقان الطير المسرع مسيرة ألف عام ، والعرش يكسى كلّ يوم سبعين ألف لون من النور ، لا يستطيع أن ينظر إليه خلق من خلق الله.
والأشياء كلها في العرش كحلقة في فلاة ، وإن لله ملكا يقال له حزقائيل ، له ثمانية عشر ألف جناح ، ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام ، فخطر له خاطر ، هل فوق العرش شيء؟ فزاده الله مثلها أجنحة أخرى ، فكان له ست وثلاثون ألف جناح ، ما بين الجناح ، إلى الجناح خمسمائة عام ، ثم أوحى الله إليه : أيها الملك طر ، فطار مقدار عشرين ألف عام ، لم ينل رأسه قائمة من قوائم العرش ، ثم ضاعف الله له في الجناح والقوة وأمره أن يطير ، فطار مقدار ثلاثين ألف عام ، ولم ينل أيضا ، فأوحى الله إليه : أيها الملك ، لو طرت إلى نفخ الصور مع أجنحتك وقوتك لم تبلغ إلى ساق العرش. فقال الملك : سبحان ربي الأعلى : فأنزل الله عزوجل : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : اجعلوها في سجودكم» (٢).
وقال علي بن إبراهيم : قل : سبحان ربي الأعلى وبحمده (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى) قال : قدر الأشياء بالتقدير ، ثم هدى إليها من يشاء ، قوله : (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى) ، قال : أي النبات (فَجَعَلَهُ) بعد إخراجه (غُثاءً أَحْوى) ، قال : يصير هشيما بعد بلوغه ويسودّ ، قوله :
__________________
(١) الحجر : ٢١.
(٢) روضة الواعظين : ص ٤٧.