(سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى) أي نعلمك فلا تنسى ، فقال : (إِلَّا ما شاءَ اللهُ) لأنه لا يؤمن النسيان اللغوي ، وهو الترك ، لأنّ الذي لا ينسى هو الله (١).
وقال علي بن إبراهيم : قال ابن عباس ، في قوله : (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى) يريد ما يكون إلى يوم القيامة في قلبك ونفسك (وَنُيَسِّرُكَ) يا محمد في جميع أمورك (لِلْيُسْرى)(٢).
وقال علي بن إبراهيم : (وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى فَذَكِّرْ) يا محمد (إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى) ، قال : نذكّرك إياه (٣) ، قال : (وَيَتَجَنَّبُهَا) يعني ما يتذكّر به (الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى) ، قال : نار يوم القيامة (ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى) يعني في النار ، فيكون كما قال [الله] تعالى : (وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ)(٤).
قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) قال : زكاة الفطرة ، إذا أخرجها قبل صلاة العيد (٥).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «من تمام الصوم إعطاء الزكاة ، كالصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنها من تمام الصلاة ، ومن صام ولم يؤدّها فلا صوم له إذا تركها متعمدا ، ومن صلّى ولم يصل على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وترك ذلك متعمدا فلا صلاة له ، إنّ الله عزوجل بدأ بها قبل الصلاة ، فقال : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)(٦).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤١٦.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤١٧.
(٣) كذا ، والظاهر أنه تصحيف : بتذكيرك إياه.
(٤) إبراهيم : ١٣.
(٥) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤١٧.
(٦) التهذيب : ج ٢ ، ص ١٥٩ ، ح ٦٢٥.