وقال تميم بن جذيم : كنا مع علي عليهالسلام حيث توجهنا إلى البصرة ، فبينا نحن نزول إذ اضطربت الأرض ، فضربها علي عليهالسلام بيده ، ثم قال : «مالك [اسكني]؟» فسكنت ، ثم أقبل علينا بوجهه الشريف ، ثم قال لنا : «أما إنها لو كانت الزلزلة التي ذكرها الله في كتابه لأجابتني ، ولكنها ليست تلك» (١).
وقال علي بن إبراهيم : في معنى السورة (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) قال : من الناس (وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها) ، قال : ذلك أمير المؤمنين عليهالسلام (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) إلى قوله تعالى : (أَشْتاتاً) ، قال : يجيئون أشتاتا مؤمنين وكافرين ومنافقين (لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ) قال : يقفون على ما فعلوه [ثم قال] : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) ، وهو ردّ على المجبرة الذين يزعمون أنه لا فعل لهم (٢).
وقال أبو جعفر عليهالسلام ، في قوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) : «يقول : إن كان من أهل النار [وكان] قد عمل مثقال ذرة في الدنيا خيرا [يره] يوم القيامة حسرة ، إن كان عمله لغير الله (وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) يقول : إن كان من أهل الجنة رأى ذلك الشرّ يوم القيامة ، ثم غفر الله تعالى له» (٣).
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٨٣٦ ، ح ٣.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٣٣.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٣٣.