مجيب منهم : لبيك يا روح الله ، قال : ما حالكم وما قصتكم؟ قال : أصبحنا في عافية ، وبتنا في الهاوية ، قال : فقال : وما الهاوية؟ قال : بحار من نار فيها جبال من نار ، قال : وما بلغ بكم ما أرى؟ قال : حب الدنيا وعبادة الطواغيت. قال : وما بلغ من حبكم الدنيا؟ قال : كحب الصبي لأمه ، إذا أقبلت فرح ، وإذا أدبرت حزن. قال : وما بلغ من عبادتكم الطواغيت؟ قال : كانوا إذا أمرونا أطعناهم. قال : فكيف أجبتني [أنت] من بينهم؟ قال : لأنهم ملجمون بلجم من نار ، عليهم ملائكة غلاظ شداد ، وإني كنت فيهم ولم أكن منهم ، فلما أصابهم العذاب أصابني معهم ، فأنا معلق بشجرة أخاف أن أكبكب في النار ، قال : فقال عيسى عليهالسلام لأصحابه : النوم على المزابل ، وأكل خبز الشعير ، خير مع سلامة الدين» (١).
__________________
(١) علل الشرائع : ص ٤٦٦ ، ح ٢١.