جهنم (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) ، قال : عن خمس : عن شبع البطون ، وبارد الشراب ، ولذة النوم ، وظلال المساكن ، واعتدال الخلق» (١).
ثم قال ابن الفارسي : وروي في أخبارنا أن النعيم ولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام (٢).
وقال أبو ذكوان القاسم بن إسماعيل بسر من رأى سنة خمس وثمانين ومائتين : حدثني إبراهيم بن العباس الصولي الكاتب بالأهواز سنة سبع وعشرين ومائتين ، قال : كنا يوما بين يدي علي بن موسى الرضا عليهالسلام فقال : «ليس في الدنيا نعيم حقيقي». فقال [له] بعض الفقهاء ممن بحضرته : قول الله عزوجل : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) أما هذا النعيم في الدنيا وهو الماء البارد؟ فقال له الرضا عليهالسلام ـ وعلا صوته ـ : «كذا فسّرتموه أنتم ، وجعلتموه على ضروب ، فقالت طائفة : هو الماء البارد ، وقال غيرهم : هو الطعام الطيب ، وقال آخرون : هو النوم الطيّب.
ولقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليهمالسلام : أن أقوالكم هذه ذكرت عنده ، في قول الله تعالى : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) فغضب عليهالسلام ، وقال : إن الله تعالى لا يسأل عباده عما تفضل عليهم به ، ولا يمن بذلك عليهم ، والامتنان مستقبح من المخلوقين ، فكيف يضاف إلى الخالق عزوجل ما لا يرضى به للمخلوقين؟! ولكن النعيم حبنا أهل البيت وموالاتنا ، يسأل الله عنه بعد التوحيد والنبوة ، لأن العبد إذا وفى بذلك أداه إلى نعيم الجنة الذي لا يزول ، ولقد حدثني بذلك أبي ، عن أبيه ، عن محمد بن علي ، عن أبيه علي ابن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه عليهمالسلام ، أنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي ، إن أول ما يسأل عنه العبد بعد موته شهادة أن لا إله إلا الله ،
__________________
(١) روضة الواعظين : ص ٤٩٣.
(٢) روضة الواعظين : ص ٤٩٣.