وقال علي بن إبراهيم : في معنى السورة ، قوله : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) ، قال : الكوثر : نهر في الجنة أعطاه الله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عوضا عن ابنه إبراهيم. قال : دخل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المسجد وفيه عمرو بن العاص والحكم بن أبي العاص ، فقال عمرو : يا أبا الأبتر ، وكان الرجل في الجاهلية إذا لم يكن له ولد سمي أبتر ، ثم قال عمرو : إني لأشنأ محمدا ، أي أبغضه. فأنزل الله على رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شانِئَكَ) أي مبغضك عمرو بن العاص : (هُوَ الْأَبْتَرُ) يعني لا دين له ولا نسب (١).
وقال الحسن بن علي بن محمد بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام : «[ولقد] قال عمرو بن العاص على منبر مصر : محي من كتاب الله ألف حرف ، وحرف منه ألف حرف ، وأعطيت مائتي ألف درهم على أن أمحو (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) فقالوا : لا يجوز ذلك. [قلت] : فكيف جاز ذلك لهم ، ولم يجز لي؟ فبلغ ذلك معاوية ، فكتب إليه : قد بلغني ما قلت على منبر مصر ، ولست هناك» (٢).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٤٥.
(٢) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٥٦٩ ، ح ٤٢.