والزوال ، بل هو عزوجل يكون الكائنات ، الذي كان بتكونه كل كائن.
ثم قال عليهالسلام : لو وجدت لعلمي الذي أتاني الله عزوجل حملة ، لنشرت التوحيد والإسلام والإيمان والدين والشرائع من الصّمد ، وكيف لي بذلك ولم يجد جدي أمير المؤمنين عليهالسلام حملة لعلمه حتى كان يتنفس الصعداء ويقول على المنبر : سلوني قبل أن تفقدوني ، فإن بين الجوانح مني علما جمّا ، هاه هاه ألا أجد من يحمله ، ألا وإني عليكم من الله الحجة البالغة ، فلا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور.
ثم قال الباقر عليهالسلام : الحمد لله الذي منّ علينا ووفقنا لعبادة الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، وجنبنا عبادة الأوثان ، حمدا سرمدا وشكرا واصبا ، وقوله عزوجل : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) يقول : لم يلد عزوجل فيكون له ولد يرثه ملكه ، ولم يولد فيكون له والد يشركه في ربوبيته وملكه ، ولم يكن له كفوا أحد فيضاده في سلطانه» (١).
وقال علي بن إبراهيم القمي : في معنى السورة : قوله : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) : كان سبب نزولها أن اليهود جاءت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالت : ما نسب ربك؟ فأنزل الله (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) ومعنى قوله أحد : أحديّ النعت. كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «نور لا ظلام فيه ، وعلم لا جهل فيه» ، وقوله : (الصَّمَدُ) أي الذي لا مدخل فيه ، وقوله : (لَمْ يَلِدْ) أي لم يحدث (وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) ، قال : لا له كفؤ ولا شبيه ولا شريك ولا ظهير ولا معين (٢).
__________________
(١) التوحيد : ص ٩٢ ، ح ٦.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٤٨.