الظاهري ، وقد سمعته. وتعليق الحكم على العدالة النفس الأمرية لا ينافيه ، إذ الاكتفاء بالظاهر فيما دلّ عليه ليس من حيث هو ، حتّى ينافيه التعليق بالواقع ، بل من حيث كونه طريقا له ، كما لا ينافي الاكتفاء في معرفة العدالة بشهادة العدلين.
غاية الأمر أنّ الأوّل يقتضي التعليق على نفس الأمر مطلقا ، والثاني بما إذا أصاب الطريق المذكور ، ويطابقه الصلاح الظاهري ، فيقيّد به للزوم تقديم المقيّد على المطلق عند التعارض.
وعن الثاني : بالخروج عن الأصل بما مرّ من الدليل.
وعن الثالث : بعد الإغماض عن بعض ما يرد عليه : أنّ النصوص المتقدّمة ظاهرة في عدم حصول العلم بما يكتفي به فيها من دليل العدالة ، بل بعضها صريحة فيه ، كمرسلة يونس ، فيخصّص بها العمومات المانعة عن غير العلم.
وعن الرابع : أنّ النهي عن الظنّ في مثل مورد الرواية ، إنّما هو للإرشاد والتنبيه على عدم الاغترار بموجب الظنّ في بدو النظر عند غلبة الجور ، حملا لفعل المسلم على الصحّة ، وإلّا فليس متعلق الاختبار عند موجبه ، ولزم الانتقال من سبب الشك إلى سبب العلم ، وهو كما ترى.
واحتجّ الآخرون بالإجماع المحكيّ في الخلاف (١) ، والمستفيضة من الأخبار المكتفية في معرفتها بظاهر الإسلام ، كصحيحة حريز ، وفيها : « وعلى الوالى أن يجيز شهادتهم ، أي المسلمين ، إلّا أن يكونوا معروفين بالفسق » (٢) وحسنة العلاء ،
__________________
(١) الخلاف ٦ : ٢١٨ ؛ انظر في الأخبار الكافي ٧ : ٣٩٥ ، باب ما يردّ من الشهود ؛ الفقيه ٣ : ٢٥ ، باب ما يجب ردّ الشهادة ؛ التهذيب ٦ : ٢٤٢ ، الحديث ٥٩٨ ؛ دعائم الإسلام ٢ : ٥٠٩ ، الحديث ١٨٢٠.
(٢) وسائل الشيعة ٢٧ : ٣٩٧ ، الباب ٤١ من أبواب الشهادات ، الرواية ٣٤٠٤٩.