انتباههم ، وليس نصّا على ذلك ولو في حال نومهم في جميع الأوقات ، بحيث يعارض صريح مدلول أخبار الرقود.
والنقض بحكاية الديكة أعجوبة ، فإنّ كل مخلوق تيسّر لما خلق له ، وإلّا لزم فضلها على المؤمنين الذين يتفق لهم ذلك أحيانا بلا كلام ولا استبعاد.
وأما قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّما نمتم بوادي الشيطان » فلا يدلّ على أنّ منشأ نومهم تسلط الشيطان ، مع أنّ سلطانه على الذين يتولّونه ، بل هو إخباره بنحوسة هذا الوادي ، لارتباط له بالشيطان ، من قبيل ما ورد من نحوسة بعض البلاد كالبصرة ، لعدم قبولها الولاية ، وتأثير نحوسته الذاتية في أصحابه غير إغواء الشيطان لهم وتسلّطه عليهم.
احتجّ أصحاب المضايقة بوجوه :
الأوّل : الإجماع المحكيّ نقله عن الشيخ والحلّي وابن زهرة (١) ، وأنت بعد الإحاطة على ما حرّرته من تعداد القائلين بالمواسعة من القدماء والمتأخرين وذكر مخالفتهم بعد الاستقراء والاستقضاء واشتهار القول بالسعة بين الأوائل والأواخر من أعيان الإمامية وعظماء الأصحاب ، وسمعت من صاحب الذخيرة نقل الشهرة المتقدّمة كالمتأخرة المحقّقة عليه ، وعن صاحب المفاتيح نسبته إلى أكثر الأصحاب على الإطلاق ، وعن الفاضلين ظهور دعوى إجماع المسلمين عليه في الجملة ، وعن صاحب العصرة أن ادّعاه الشيخ الإجماع العجيب تراه لم يقيّد بقول الشيخين المتقدّمين أي الصدوقين وسلفهما ، إذ لم يعدّهما من الأصحاب ، أو لم يبلغه قولهما أو قول سلفهما ، وعن المحقق الشيخ عبد العالي في تعليق الإرشاد أنّه قال : كلام ابن إدريس غير صريح في دعوى الإجماع على المضايقة ، لأنّه يحتمل أن يراد به الإجماع على أنّ الأدلّة التي ذكرها حجة ، لا أنّ ما استدلّ عليه من هذه المسألة
__________________
(١) راجع جواهر الكلام ١٣ : ٧٧.