إلى غير ذلك ، مما يظهر منه أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يبادر إلى القضاء زيادة على ما فيه من تقديم قضاء النافلة. وكلّ ذلك تنافي المضايقة.
وربما يستند بأمره صلىاللهعليهوآلهوسلم بالأذان والإقامة أيضا.
وفيه أنّهما من مقدمات الصلاة ، ولا بأس بها عند أهل المضايقة ولو ندبا.
والقدح في تلك الأخبار بأنها توجب القدح في النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيجب طرحها ، كالأخبار المتضمّنة للسهو منه صلىاللهعليهوآلهوسلم أو من أحد الأئمة عليهمالسلام (١) ، وربما علّل ذلك ـ كما في الجواهر (٢) وغيره ـ بما دلّ من الآيات (٣) والأخبار على طهارة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعترته عليهمالسلام من جميع الأرجاس والقبائح والعيوب ، وعصمتهم من العثار والخطل في القول والعمل ، وبلوغهم إلى أقصى مراتب الكمال ، وأفضليتهم ممن عداهم في جميع الأحوال والأعمال ، وأنّهم تنام عيونهم ولا تنام قلوبهم (٤) ، وأنّ حالهم في المنام كحالهم في اليقظة ، وأنّ النوم لا يغيّر منهم شيئا من جهة الإدراك والمعرفة ، ولا يصيبهم لمّة الشيطان (٥) ، وأنّ ملائكة الليل والنهار كانوا يشهدون مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم صلاة الفجر ، وأنّهم ما من يوم ولا من ساعة ولا وقت صلاة إلّا وهم ينبّهونهم ليصلّوا (٦) ، وأنّهم كانوا مؤيّدين بروح القدس يخبرهم ويسدّدهم ولا يصيبهم
__________________
(١) وسائل الشيعة ٨ : ٢٠١ ، الباب ٣ من أبواب الخلل الواقع في الصلاة ، الرواية ١٠٤٢٤ و ١٠٤٢٨ و ١٠٤٢٩.
(٢) جواهر الكلام ١٣ : ٧٠.
(٣) ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) الأحزاب (٣٣) : ٣٣.
(٤) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢١٣ ؛ وصحيح البخاري ٤ : ٢٣١ ، باب كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تنام عينه ولا ينام قلبه.
(٥) كشف الغمّة ٣ : ٣٠٢.
(٦) وسائل الشيعة ٤ : ٢٨٥ ، الباب ٦١ من أبواب المواقيت ، الرواية ٥١٧٥.