الحدثان (١) ، وأنّهم ليسوا أقلّ من الديكة التي تصرخ في أوقات الصلاة وفي أواخر الليل ، لسماعها صوت تسبيح ديك السماء الذي هو من الملائكة ، وآخر تسبيحه في الليل بعد طلوع الفجر : ربّنا الرحمن لا إله غيره » إلى غير ذلك ، سيما مع تضمّن بعض أخبار الرقود قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّما نمتم بوادي الشيطان (٢) ، وقد دلّ على أنّ منشأ نومهم تسلّط الشيطان ، وهو تعالى عنه علوّا كبيرا.
مخدوش جدّا ، لمنع كون رقوده قدحا فيه ، بل قال بعض المحقّقين هو رحمة للأمّة ، كما ورد في بعض هذه الأخبار ، لئلّا يعيّر العباد بعضهم بعضا ، نظير تزويجه لزينب في قوله تعالى ( زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ ) (٣).
وبالجملة : إنامته سبحانه له لا يوجب قدحا فيه ، سيما إذا كانت لمصلحة وطرف المصلحة كثيرة لا يحصيها ، وعدم علمنا بها بعينها في المقام لا يبيح طرح الأخبار المعتبرة.
والوجوه المذكورة غير متّجهة ، لأنّ غلبة النوم الطبيعي الغير الاختياري ليست من الأرجاس والقبائح ، ولا من العثار والخطل ، إذ لا تكليف معه ، فلا عصيان فلا قبح ولا رجس ، وهل هو إلّا كحال عدم تشريع الصلاة.
ولا ينافي رقوده بلوغهم أقصى مراتب الكمال وإلّا كان اللازم تنزّههم عن مطلق النوم المانع عن العبادات والصلوات المندوبات ، ولا أفضليتهم ممّن عداهم في مشاركتهم إيّاهم في صفة طبيعية ، وقياس النوم بالسهو باطل.
__________________
(١) بصائر الدرجات ٢ : ٩٤.
(٢) وسائل الشيعة ٤ : ٢٨٣ ، الباب ٦١ من أبواب المواقيت ، الرواية ٥١٧٠.
(٣) الأحزاب (٣٣) : ٣٣.