ودلّت عليه صحيحة زرارة المتقدّمة في رقود النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وغيرها ، فالمراد بالذكر في الآية التذكّر من النسيان ، ويكون معناها : « أقم الصلاة وقت ذكر صلاتي » ، على أن يكون المضاف مقدرا أو وقت ذكر الصلاة ، بناء على أنّ المذكر هو الله ، كما ورد أنّ الذكر والنسيان مما لا صنع للعباد فيهما ، فدلّ على الفور ، سيما مع استدلال الإمام عليهالسلام به على الفورية ، كما في صحيحة زرارة عن الباقر عليهالسلام : « إذا فاتتك صلاة فذكرتها في وقت أخرى ، فإن كنت تعلم أنّك إذا صلّيت التي فاتتك كنت عن الأخرى في وقت ، فابدأ بالتي فاتتك ، فإنّ الله عزوجل يقول ( أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) ».
والجواب : أنّ حمل الآية على المعنى المذكور ، أي الذكر بعد النسيان ، خلاف الظاهر وأبعد المعاني الذي ذكرها المفسّرون ، ككونه بمعنى العبادة ، أي لعبادتي من باب عطف الخاصّ على العامّ الذي قبله ، وهو قوله تعالى ( فَاعْبُدْنِي ) ، لما في الصلاة التي هي عمود الدين من شدة الاهتمام ، أو لما فيها من ذكري ، كقوله تعالى : ( فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ ) (١) ، وقوله تعالى ( فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَما عَلَّمَكُمْ ) (٢) ، وقوله تعالى ( يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً ) (٣) ، أو بمعنى القربة ، أو لذكري خاصّة غير مشوب برياء ، أو ليكون ذكرا لي ، أو لذكري لها وأمري بها في الكتب ، أو لأذكرك بالمدح والثناء وأجعل لك لسان صدق ، أو بالمغفرة ، أو بالمعونة ونحوها ، كما قال عزوجل ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) (٤) ، فهو من إضافة المصدر إلى الفاعل.
__________________
(١) الجمعة (٦٢) : ٩.
(٢) البقرة (٢) : ٢٣٩.
(٣) آل عمران (٣) : ١٩١.
(٤) البقرة (٢) : ١٥٢.