رجال ونساء ضعيفي العقول ، عليلي الأمزجة ، منحرفين وسيئي الأخلاق ، قد عملت العادات الخطيرة في إضعاف أجسادهم ، وعملت الأفكار الهدامة والسيئات الخلقية على إنحراف نفوسهم فهم يقدمون على كل رذيلة ، لا يتهيبون للكذب والتملق ، ولا يقيمون وزناً للسرقة والإِرتشاء ، الإِفساد وإيجاد الفتن ، الغيبة والتهمة ، بل إن ذلك كله أمور اعتيادية في نظرهم !
إن الآباء والأمهات المصابين بهذه الإِنحرافات ، والساقطين في هوة الرذيلة لا يستطيعون أبداً أن يربوا في أحضانهم أولاداً شرفاء ، إن الأطفال الذين يتلقون تربيتهم في أمثال هذه الأسرة المنحطة يكونون ـ بلا شك ـ عناصر خبيثة في المجتمع .
فبديهي ـ حينئذ ـ إن روضة أطفال منظمة تملك مشرفين مهذبين شاعرين بالمسؤولية ، تفوق هذه الأسر بكثير . ذلك أنها أن لم تستطع إحياء الخصائص الفردية للطفل ، فلا أقل من أنها لا تعلمه على الكذب والدجل والإِجرام والسباب ، وإن لم تقدر على تلقينه دروساً في الشهامة والتضحية فلا أقل من أنها لا تمد أمامه موائد الخمر والقمار ، ولا تفتح عينيه على الرذائل والذنوب الكبيرة .
ومن المؤسف أن هذه الإِنحرافات لم تقتصر على تلويث أذيال بعض الأسر المنحطة وإسداء ضربة قاصمة إلى الأمة وروح الوطنية فيها بذلك فقط بل أنها شملت حتى الأجواء الساذجة في الأرياف . . . وانتشر الإِجرام والإِنحطاط في كل مكان كداء الطاعون والهيضة . . . لكن الذي يبعث على الأمل هو أن الفرصة لم تفت بعد ، ولم ينقض وقت الكفاح ، فلا يزال يوجد في هذه البلاد أسر شريفة كثيرة ورجال ونساء مؤمنون ومسلمون يتحصنون بالإِيمان ضد الإِنحراف . . . يجب أن نستغل هذه الفرصة ونتخذ التدابير اللازمة لمكافحة المآسي في مجتمعنا .