شكل رموزاً أو كنايات . فعلى المفسر أن يكون على جانب كبير من الفراسة والذكاء لكي يستطيع أن يكتشف من الصورة الظاهرية للحلم والتي ملئت رموزاً وكنايات ، الحقيقة التي تكمن وراءها ، ويفسر الحلم بذلك تفسيراً كاملاً .
|
« إن أسلوب الحديث في هذا العالم اللاشعوري لا بد وأن يختلف عن أُسلوب الحديث في الحياة الظاهرية التي تعودناها إختلافاً بيناً ، واننا لا نستطيع في بادىء الأمر أن ندرك المقصود من تلك الأحاديث فيجب في الوهلة الأولى أن نسعى لتفسير وتوجيه مظاهرها بحسب الآلف باء المصطلحة عندنا ، لأن لغة الأحلام تشبه اللغات البدائية كالمصرية ، والكلدانية ، والمكسيكية ، في أنها مكونة من رموز وعلائم ، ولا بد من تفسير هذه الرموز في كل مرة حسب الإِصطلاح الجاري والمعمول به عندنا » (١) . |
وقد جاء في الحديث : « للرؤيا كنىً وأسماء ، فكنوها واعتبروها بأسمائها » (٢) .
« إن تبدل الشكل الباطن إلى الصورة الظاهرة نسميه بالحلم . والعمل المعاكس له أي تبديل الصورة الظاهرة بالباطن نسميه بالتحليل » (٣) .
والآن نعرض لبعض نماذج من الأحلام المعبرة من حيث التحليل النفسي في الإِسلام :
١ ـ « قال رجل لعلي بن الحسين عليهالسلام : رأيت كأني أبول في يدي . قال : تحتك محرم . فنظروا فإذا بينه وبين إمرأته رضاع » (٤) . في هذا الحلم نجد أن اليد ـ وهي عضو من أعضاء البدن ـ كناية عن الأخت ـ وهي عضو الأسرة ـ والبول رمز للمني . والإِمام عليهالسلام فسر البول في اليد بنكاح المحرم . فإن كان
____________________
(١) فرويد ص ٣٩ .
(٢) بحار الأنوار ج ١٤ ص ٤٣٦ .
(٣) تفسير الأحلام ص ١٨ .
(٤) المستطرف من كل فن مستظرف ج ٢ ص ٨٩ .