وفي رواية مسلم عنه أيضاً : عن أبي هريرة قال : قيل للنبي صلىاللهعليهوآله : ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل؟ قال : «لا تستطيعوه». قال : فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثاً كلّ ذلك يقول لا تستطيعونه ، وقال في الثالثة : «مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم ، القانت بآيات الله ، لا يفتر من صيام ولا صلاة حتّى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى» (١).
وروى أحمد عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن أبي سعيد الخدري قال : أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله بيدي فقال : «يا أبا سعيد ، ثلاثة مَنْ قالهنّ دخل الجنة». قلت : ما هنّ يا رسول الله؟ قال : «مَنْ رضي بالله ربّاً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمّد رسولاً». ثمّ قال : «يا أبا سعيد ، والرابعة لها من الفضل كما بين السماء إلى الأرض ، وهي الجهاد في سبيل الله» (٢).
وروى البخاري عن أبي هريرة أيضاً : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «تكفّل الله لمَنْ جاهد في سبيله لا يخرجه إلاّ الجهاد في سبيله وتصديق كلماته بأن يدخله الجنة ، أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة» (٣).
روى أحمد عن ابن عون قال : كتبت إلى نافع أسأله ما أقعد بن عمر عن الغزو؟ فكتب إليّ : إنّ ابن عمر قد كان يغزو ولده ، ويحمل على الظهر ، وكان يقول : إنّ أفضل العمل بعد الصلاة الجهاد في سبيل الله تعالى ، وما أقعد ابن عمر عن الغزو إلاّ وصايا لعمر ، وصبيان صغار ، وضيعة كثيرة (٤).
وجعل معاوية ابنه يزيد سنة خمسين على رأس جيش لغزو القسطنطينية ، وبعد رجوعه من الغزو وضع عمير بن الأسود العنسي الشامي حديثا على لسان اُمّ حرام زوجة عبادة بن الصامت سنة ٣٤ تقول : أنّها سمعت النبي صلىاللهعليهوآله يقول : أوّل جيش من أمّتي يغزون البحر قد أوجبوا. قالت أم حرام قلت : يا رسول الله أنا فيهم؟ قال :
__________________
(١) صحيح مسلم ٣ / ١٤٩٨.
(٢) مسند أحمد ٣ / ١٤.
(٣) الجامع المختصر ٢ / ٣٤٤.
(٤) مسند أحمد ٢ / ٣٢ ، سنن البيهقي ٩ / ٤٨.