ومنهم بصريون ، مثل : أبي الأسود الدؤلي ، وخِلاس الهَجَري (١).
ومنهم مدنيون ، أمثال : عمر بن أبي سلمة (ت ٨٣) ، وإياس بن سلمة بن الأكوع (ت ١١٩) ، ويزيد بن أميّة (ت ٧٠ ـ ٨٠).
وهكذا يتّضح أنّ الهدف الأساس للحسين عليهالسلام في ثورته ، وهو كسر الطوق المفروض على الحديث النبوي الصحيح ، وإنقاذه من الاندثار في المجتمع بتهيئة الجو الذي يسمح لرواتها المسنّين من الصحابة والتابعين بنشرها من جديد في الأمّة قد تحقّق على مرحلتين : الأولى : في عهد الحسين عليهالسلام مدّة خمسة شهور. الثانية : بعد شهادته عليهالسلام مدّة عشرين سنة تقريباً.
وفيما يلي نماذج ممّن نهض بإحياء حديث النّبي صلىاللهعليهوآله في أهل بيته عليهمالسلام خاصّة :
روايات اُمّ سلمة (ت ٦١) :
فضائل الصّحابة (لأحمد بن حنبل) ٢ / ٦٤٨ : حدّثنا عبد الله ، قثنا أحمد بن عمران الأخنسي قال : سمعت محمّد بن فضيل ، قثنا أبو نضر (٢) عبد الله بن عبد الرّحمن الأنصاري ، عن مساور الحميري ، عن أمّه ، عن اُمّ سلمة قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لعليّ عليهالسلام : «لا يحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق».
السنن الكبرى ٤ / ٢٦١ : أنبأ محمّد بن قدامة قال : جرير ، عن المغيرة ، عن أمّ موسى قالت : قالت اُمّ سلمة : والّذي تحلف به اُمّ سلمة إن كان لأقرب النّاس عهداً برسول الله صلىاللهعليهوآله عليّ عليهالسلام. قالت : لمّا كان غداة قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله أرسل إليه رسول الله وكأن أرى في حاجة أظنّه ، بعثه فجعل يقول : «جاء عليّ» ثلاث مرّات ، فجاء قبل طلوع الشّمس ، فلمّا أن جاء عرفنا أنّ له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت ، وكنّا عدنا
__________________
(١) كان من شرطة علي عليهالسلام ، وله صحيفة كتبها عنه يحدّث بها ، توفي قبيل المئة بتقدير الذهبي ، نقلاً عن ابن حجر في تهذيب التهذيب.
(٢) في كتاب السنّة ـ لابن مخلّد / ١٣١٩ : عن أبي نصر عبد الله بن عبد الرّحمن … : «لا يبغض عليّاً مؤمن ، ولا يحبّه منافق».