فأمر المؤذّن أن يؤذّن ، فقطع عليه الكلام وسكت.
فلمّا قال المؤذن : الله أكبر.
قال علي بن الحسين عليهالسلام : «كبّرت كبيراً لا يقاس ، ولا يدرك بالحواس ، ولا شيء أكبر من الله».
فلمّا قال : أشهد أن لا إله إلاّ الله.
قال علي : «شهد بها شعري وبشري ، ولحمي ودمي ، ومُخّي وعظمي».
فلمّا قال : أشهد أن محمّداً رسول الله ، التفت علي عليهالسلام من أعلى المنبر إلى يزيد وقال : «يا يزيد ، محمّد هذا جدّي أم جدّك؟ فإن زعمت أنّه جدّك فقد كذبت ، وإن قلت أنّه جدّي فلِمَ قتلت عترته؟».
قال : وفرغ المؤذّن من الأذان والإقامة فتقدّم يزيد وصلّى الظهر (١).
حديث علي بن الحسين عليهالسلام مع المنهال :
قال ابن أعثم : خرج علي بن الحسين عليهالسلام ذات يوم ، فجعل يمشي في أسواق دمشق ، فاستقبله المنهال بن عمرو الصحابي ، فقال له : كيف أمسيت يابن رسول الله؟
قال : «أمسينا كبني إسرائيل في آل فرعون ، يذبّحون أبناءهم ويستحيون نساءهم. يا منهال ، أمست العرب تفتخر على العجم بأنّ محمّداً منهم ، وأمست قريش تفتخر على سائر العرب بأنّ محمّداً منها ، وأمسينا أهل بيت محمّد ونحن مغصوبون مظلومون ، مقهورون مقتّلون ، مثبورون مطرّدون ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون على ما أمسينا فيه يا منهال» (٢).
انكسار حاجز الخوف عند البعض :
قال ابن الأثير وروى الأوزاعي ، عن شداد بن عبيد الله قال : سمعت واثلة بن الأسقع
__________________
(١) فتوح ابن أعثم ٥ / ٢٤٧ ـ ٢٤٩ ، ومقتل الخوارزمي ٢ / ٦٩ ـ ٧١ ، وقد أوجزنا لفظ الخطبة.
(٢) فتوح ابن أعثم ٥ / ٢٤٩ ـ ٢٥٠.