الحسين عليهالسلام المظلوم الفاتح
مفردات الواقع السياسي والاجتماعي الذي تحرّك فيه الحسين عليهالسلام :
أولاً : دولة معاوية القوية بجيشها وقوى أمنها الداخلي : عُني معاوية خلال السنوات العشر الأولى من حكمه ببناء الجيش من خلال عودته إلى سياسة الفتوح ، ثمّ بنى قوى الأمن الداخلي من خلال متابعة الخوارج ، واستطاع بعد ذلك أن يستفيد منها في تثبيت منهجه التربوي والثقافي الجديد ، والسيطرة على الإعلام ومؤسسات التربية الدينية والثقافية ، كالمساجد والكتاتيب ، والمؤسسات الاقتصادية والعسكرية. تبنت هذه الدولة في إعلامها اليومي ومنهجها الفكري والثقافي لمدّة عشر سنوات من سنة (٥٠) هـ إلى سنة (٦٠) هـ تربية الأمّة على إسلام يبتني على ثلاثة اُمور أساسية :
أ ـ البغض لعلي عليهالسلام ولعنه على منابر المسلمين ، وترويج الأحاديث الكاذبة في ذمّه ، والمنع من ذكر أيّ رواية عن النبي في فضله ، ومعاقبة المخالف بالقتل والتهجير والسجن ، وقطع الأيدي والنفي والحرمان من العطاء.
قال أبو عثمان الجاحظ (١) : إنّ معاوية كان يقول في آخر خطبة الجمعة : اللّهمّ العن أبا تراب ، ألحد في دينك ، وصدّ عن سبيلك ، فالعنه لعناً وبيلاً ، وعذّبه عذاباً أليماً. وكتب بذلك
__________________
(١) هو عمرو بن بحر الليثي البصري ، اللغوي النحوي ، كان مائلاً إلى النصب.