موقف السلطة الاُمويّة من حركة الحسين عليهالسلام :
نُمي خبر حركة الحسين عليهالسلام في مكّة إلى يزيد ، ودسَّ للحسين عليهالسلام مَنْ يقتله فيها غيلة ، ووصل الخبر للحسين عليهالسلام عن طريق شخص نظير مؤمن آل فرعون حين أوصل خبر عزم فرعون على قتل موسى إلى موسى ، وخرج الحسين عليهالسلام في الثامن من ذي الحجة متوجّهاً إلى الكوفة.
روى ابن قولويه بسنده عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام ، قال : «قال عبد الله بن الزبير للحسين عليهالسلام : ولو جئت (١) إلى مكّة فكنت بالحرم. فقال الحسين عليهالسلام : لا نستحلّها ولا تُستحلّ بنا ، ولَئن اُُقتل على تل أعفر (٢) أحبّ إليَّ من أن اُُقتل بها». وعن أبي سعيد عقيصا (٣) قال : سمعت الحسين بن علي عليهماالسلام يقول : «يقول لي ابن الزبير : كن حماماً من حمام الحرم ، ولئن اُقتل وبيني وبين الحرم باع أحبّ إليَّ من أن اُقتل وبيني وبينه شبرّ ، ولئن اُقتل بالطفّ أحبّ إليَّ من أن اُقتل بالحرم» (٤). وفي رواية القاضي أبي حنيفة النعمان : ثمّ قال عليهالسلام : «والله ، لو كنت في حجر هامة لأخرجوني حتّى يقضوا فيَّ حاجتهم ، والله ليعتدوا فيَّ كما اعتدت اليهود في السبت» (٥).
وروى ابن قولويه بسنده عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «كتب الحسين بن علي من مكّة إلى محمد بن علي : بسم الله الرحمن الرحيم ، من الحسين بن علي إلى محمد بن
__________________
(١) الذي أحتمله جدّاً أنّه مصحفة عن رجعت أي لو رجعت إلى مكّة والتزمت الحرم لا تخرج منه.
(٢) الأعفر : الرمل الأحمر. (يشير إلى كربلاء) كما في الرواية التي بعدها.
(٣) عقيصا : أبو سعيد التيمي (التميمي) ، اسمه دينار ، يروي عن علي عليهالسلام ، يعد في موالى بني تيم. ذكره ابن حبان في الثقات في عقيصا ، فقال صاحب الكرابيسى : روى عن علي وعمّار ، وعنه محمد بن جحادة. وقد أخرج له الحاكم في المستدرك وقال : ثقة مأمون. وقال أبو حاتم : هو لين ، وهو أحبّ إليّ من أصبغ بن نباتة. لسان الميزان ، ميزان الاعتدال.
(٤) كامل الزيارات ـ جعفر بن محمد بن قولويه / ١٥٠.
(٥) شرح الأخبار ـ للقاضي أبي حنيفة النعمان المغربي ٣ / ١٤ ، تحقيق السيد الجلالي ، طبعة مؤسسة النشر الإسلامي ـ قم.