حركة عبد الله بن الزبير ٦٤ ـ ٧٣
ترجمة عبد الله بن الزبير :
قال ابن عبد البر : قال علي بن زيد الجُدْعاني : كان عبد الله بن الزبير كثير الصلاة ، كثير الصيام ، شديد البأس ، كريم الجدّات والأمّهات والخالات ، إلاّ أنّه كانت فيه خلال لا تصلح معها الخلافة ؛ لأنّه كان بخيلاً ضيّق العطاء ، سيّء الخلق ، حسوداً ، كثير الخلاف. أخرج محمد بن الحنفيّة وعبد الله بن عباس إلى الطائف ، وكانت بيعته بعد موت معاوية بن يزيد ، واجتمع على طاعته أهل الحجاز واليمن والعراق وخراسان. وحجّ بالناس ثماني حجج ، وقُتل رحمهالله في أيام عبد الملك ، يوم الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى. وقيل : جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة ، وصلب بعد قتله بمكة ، وبدأ الحجّاج بحصاره من أوّل ليلة من ذي الحجّة سنة اثنتين وسبعين ، فحاصره ستة أشهر وسبعة عشر يوماً إلى أن قُتل في النصف من جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين.
وقال ابن عبد البرّ : قال علي بن أبي طالب رضياللهعنه : «ما زال الزبير يُعدُّ منّا أهلَ البيت حتّى نشأ عبدُ الله». وبويع لعبد الله بن الزبير بالخلافة سنة أربع وستين. هذا قول أبي معشر ، وقال المدائني : بويع له بالخلافة سنة خمس وستين (١).
__________________
(١) الاستيعاب ـ ترجمة عبد الله بن الزبير.