قال : ومَنْ هو صاحب الرأس يا أمير المؤمنين؟
قال : الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
قال : فمَنْ أمّه؟
قال : فاطمة بنت محمّد صلىاللهعليهوآله.
فقال الحبر : يا سبحان الله! هذا ابن (بنت) نبيّكم قتلتموه في هذه السرعة؟ بئس ما خلّفتموه في ذريته ، ... فارقكم نبيّكم بالأمس فوثبتم على ابن نبيّكم فقتلتموه؟! سوءة لكم من أمّة!
قال : فأمر يزيد بكرٍّ (١) في حلقه.
فقال الحبر : إن شئتم فاضربوني ، أو فاقتلوني ، أو قرّروني ؛ فإنّي أجد في التوراة أنّه مَنْ قتل ذريّة نبي لا يزال مغلوباً أبداً ما بقي ، فإذا مات يصليه الله نار جهنّم (٢).
يزيد يتمثل بأبيات ابن الزبعرى :
روى ابن أعثم والخوارزمي وابن كثير وغيرهم ، أنّ خليفة المسلمين يزيد جعل يتمثّل بأبيات ابن الزبعرى :
ليتَ أشياخي ببدرٍ شهِدوا |
|
جزعَ الخزرج من وَقْع الأسلْ |
لأَهلّوا واستهلّوا فرَحاً |
|
ثمّ قالوا يا يزيد لا تُشَلْ |
قد قتلنا القَرْمَ (٣) من ساداتهم |
|
وعدلنا مَيْلَ بدر فاعتدلْ |
قال ابن أعثم : ثمّ زاد فيها هذا البيت من نفسه :
لستُ من عتبة إن لم أنتقمْ |
|
من بني أحمدَ ما كان فعلْ |
وفي تذكرة خواصّ الأمّة : المشهور عن يزيد في جميع الروايات أنّه لمّا حضر الرأس
__________________
(١) الكر : الحبل الغليظ.
(٢) فتوح ابن أعثم ٥ / ٢٤٦.
(٣) القرم : السيد المعظم.